ذكر تقرير حديث من شركة الأمن الإلكتروني الشهيرة (نورتون) Norton بأن المجرمين في الإنترنت يستخدمون روبوت دردشة (شات جي بي تي) ChatGPT لخلق رسائل أكثر واقعية واستداء وبسرعة في لغات متعددة.
جذب روبوت الدردشة الذي يعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي اهتمام ملايين المستخدمين، بما في ذلك المجرمون على الإنترنت، منذ إطلاقه في نوفمبر الماضي.
ووفقاً لتقرير (نورتن)، يستغل المجرمون على الإنترنت شات جي بي تي ChatGPT للاعتداء بتهديدات خبيثة. يعمل هذا الشات على إنشاء نصوص تشبه نصوص البشر، ما يسمح له باستخدام حيلة جذابة للأخطار، والتكيف مع كافة اللغات والجماهير.
يستطيع الجناة الإلكترونيون حاليًا إنشاء رسائل تصيد احتيالية باستخدام البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي بكل سهولة وسرعة، ومثَّل هذه المراسلات أكثر إقناعًا، مما يعزز من صعوبة التفرُّق بين شئ شرعي وغير شرعي.
أفاد تقرير نبض السلامة السيبرانية الفصلي للمستهلكين، بأن شركة نورتن صرحت بإمكانية إبداع تطبيق شات جي بي تي لصنع رموز و أكواد إضافة لطعم يستخدم لخداع الضحايا في عمليات التصيد الاحتيالية.
تم تطوير "شات جي بي تي" من قبل شركة "أوبن أي آي" الأمريكية المتخصصة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو يقدم أداة جديدة للمجرمين على الإنترنت التي تجعل إنشاء عمليات الخداع أسهل والكشف عنها أصعب بشكل كبير، بحيث يمكِّن المستخدم من كتابة وترجمة سلاسل أكواد.
قال المدير الفني الأول لدى نورتن، كيفين رادي، أنه متحمس بشأن نماذج اللغة الكبيرة مثل شات جي بي تي. ولكنه يشعر بالحذر من قدرة المجرمين على استخدام هذه التقنية بشكل غير ملائم. وأضاف أنه يعلم أن المجرمين على الإنترنت يتطوروا باستمرار، وأصبح استخدام شات جي بي تي لغاية سوء الإستخدام من قبلهم ممكٌٌّ دائِــــِـ ّز. لإنتاج تهديدات مؤثرة بكل سرعة ويسر.
تعتقد خبراء الحماية من الفيروسات (نورتن) بأنه يمكن تشغيل شات جي بي تي لإخداع الضحايا و إضافة إلى ذلك، فإنه يُمكن استخدام هذه التقنية لصُنع روبوتات مزيفة تسرح عبر شبكة الإنترنت.
صرحت (نورتن) بأنه يمكن للروبوتات الدردشة الاحتيالية هذه أن تدعي أنها شخص حقيقي أو مؤسسة موثوق بها مثل بنك أو جهاز حكومي، وذلك لخداع الضحايا والحصول على معلومات شخصية حساسة أو سرقة الأموال أو ارتكاب عمليات احتيال.
نورتن ينصح المستخدمين من الإنترنت بالابتعاد عن روبوتات الدردشة الغير شرعية والتي لا تظهر على موقع الشركة أو التطبيق، كما يجب أخذ الحذر عند التحدث مع أي شخص على الإنترنت وعدم تقديم المعلومات الشخصية.
يتم تذكير المستخدمين بالحذر وعدم النقر على الروابط التي تأتي في مكالمات هاتفية أو رسائل بريد إلكتروني أو غير مرغوب بها، وأهمية تحديث حلول الأمان.
وقد منعت شركة (نورتن)، وفقًا للتقرير، أكثر من 3.5 مليار تهديد خلال 2022، أي ما يعادل حوالي 9.6 ملايين تهديد يوميًا في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك 90.9 مليون إصابة بالتصيد و 260.4 مليون ملف تهديد و1.6 مليون تهديد على الأجهزة الذكية.
بالإضافة إلى ذلك، منعت Norton AntiTrack أكثر من 3 مليارات من التطبيقات التي تستخدم التتبع والبصمات الإلكترونية، حيث يشير المصطلح بصمات إلكترونية إلى نوعٍ من التتبع الذي يغوص في عمق شبكة الإنترنت أكثر مما يفعله التتبع المألوف المرتبط بالـ "cookies".
