الهجمات الإلكترونية بين القراصنة من كلا البلدين استهدف مؤسسات حكومية وحيوية، مما أثار مخاوف جدية بشأن الأمن الرقمي والسيادة المعلوماتية في المنطقة. في هذا المقال، سنستعرض تفاصيل هذه الحرب السيبرانية، بدءًا من الهجمات التي نفذتها مجموعة جزائرية، وصولًا إلى ردود الفعل من الجانب المغربي.
💻 الخلفية التاريخية
بدأت موجة الهجمات عندما أعلنت مجموعة جزائرية تُدعى "جبروت" مسؤوليتها عن اختراق موقع وزارة الإدماج الاقتصادي والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي المغربي المعروف باسم "لاساس". هذا الهجوم أدى إلى تسريب معلومات حساسة تخص حوالي مليونين موظف وقرابة 500,000 شركة، بما في ذلك بيانات شخصية ومعلومات مالية ورواتب مسؤولين رفيعي المستوى.
🚨 تفاصيل الهجوم
في 8 أبريل 2025، ظهرت قناة جديدة على تليغرام تُدعى "جبارو ديزي"، حيث أعلنت عن اختراقها لموقع "لاساس" وموقع وزارة الإدماج الاقتصادي. القناة ادعت أنها تمتلك بيانات حساسة لملايين المغاربة، وقد أكدت قدرتها على تشفير بيانات الشركات والموظفين في الدولة وتسريبها بالمجان.
تم نشر هذه البيانات في أماكن مختلفة، حيث تم تحميل حوالي 6.5 جيغا من البيانات من قبل أكثر من 3000 شخص. هذه الملفات تضمنت أكثر من 50,000 ملف PDF وملفات بامتدادات SV تحتوي على معلومات حساسة عن أكثر من 500 شركة مغربية.
🔍 أسئلة حول صحة البيانات
تساءل الكثيرون عن صحة هذه البيانات، لكن من الصعب التأكد من دقتها، خاصة في سياق الحرب السيبرانية. الهدف الرئيسي غالبًا ما يكون خلق البلبلة وإلحاق الضرر بالعدو، مما يجعل من الصعب الوثوق في المعلومات المتاحة.
🕵️♂️ رد فعل المغاربة
رداً على هذا الاختراق، بدأ الهاكرز المغاربة بالتحقيق في هوية الجهة التي تقف وراء الهجوم. وقد اكتشفوا أن "جبروت" ارتكبوا خطأً في النشر، حيث قاموا بإعادة إرسال الرسائل من حساب آخر، مما كشف هويتهم الحقيقية.
حيث تم تتبع الحساب الأصلي الذي نشر الرسائل، وهو حساب يحمل اسم "3 ان 16 ام ف"، وعند البحث عن هذا الحساب، اكتشف الهاكرز أنه مرتبط بشخص مهتم بالتكنولوجيا والأمن السيبراني.
📊 التحقيقات المتعمقة
استمر الهاكرز المغاربة في تتبع الحسابات والمعلومات، حيث وجدوا أن الشخص المرتبط بحساب "3 ان 16 ام ف" هو "مزنار رشيد"، مهندس في الأمن السيبراني في شركة بألمانيا. هذا الاكتشاف زاد من التعقيد في القضية، حيث اتضح أن الجهة المسؤولة قد تكون أكثر تعقيدًا مما يبدو.
🌍 الهوية الغامضة
رغم المعلومات المتاحة، ظل السؤال حول جنسية "مزنار رشيد" غامضًا. وعند البحث في حساباته على لينكدين، تم اكتشاف أنه كان يدرس في جامعة "أوسفاليا"، مما زاد من الشكوك حول أصوله.
التحقيقات لم تتوقف هنا، حيث استمر الهاكرز في البحث عن أدلة تدعم هويتهم، حتى اكتشفوا أنه شارك في مسابقات هاكرز، مما أظهر أنه تونسي وليس جزائري كما كان يُعتقد.
🚀 الهجمات المضادة
بعد هذه التحقيقات، بدأت مجموعة هاكرز مغربية تُدعى "فونطوم أطلس" في تنفيذ هجوم مضاد على مؤسسة البريد والاتصالات الجزائرية. هذا الهجوم كان سريعًا ودقيقًا، حيث تمكنوا من الوصول إلى الأنظمة الداخلية وسرقة معلومات حساسة تتعلق بالبنية التحتية للاتصالات في البلاد.
📈 التهديدات المتزايدة
هذه الهجمات المتبادلة لم تعد مجرد عمليات فردية، بل أصبحت تمثل بداية حرب رقمية غير معلنة. الخبراء في الأمن السيبراني بدأوا في التحذير من أن هذه الهجمات قد تؤدي إلى فوضى تؤثر على الأمن القومي والاقتصاد.
🛡️ الحاجة إلى استجابة موحدة
الخبراء حذروا من أن هذه الحرب الرقمية قد تخرج عن السيطرة في أي لحظة. لذا، يجب على المغرب تعزيز استراتيجيات الأمن السيبراني الخاصة به، وتطوير بنية تحتية رقمية قوية لحماية المعلومات الحساسة.
📣 دعوة للسلام الرقمي
في ختام هذا الموضوع، نجد أن هناك حاجة ملحة للوساطة الرقمية والدبلوماسية السيبرانية لتجنب التصعيد. الصراعات الرقمية ليست مجرد تهديدات تقنية، بل لها تأثيرات عميقة على الاستقرار الإقليمي.